
بالعطاء و فعل الخير يرتقي سلوكنا : يعتبر كل عمل صالح يقوم به الإنسان لمساعدة الاخر من أسمى الغايات و أنبل المقاصد، فليس هناك ما أعظم من سعي الإنسان إلى زرع الحب و شفاء الألام، إلى نشر الابتسامة و محو الأحزان، إلى التفكير بالاخر و الاعتناء به. فهو الفعل الذي لا يشترط علينا من نكون ولا يفرض علينا ماذا نعطي، يترك داخلنا يقرر و وجودنا ينفع. بالعطاء نفيد أنفسنا : نحسب جلنا ان قيمة العطاء تتمحور في مساعدة الاخر ، و ننسى الأهم ان قيمة العطاء تتجلى كذلك في نفعنا لأنفسنا. فقط أثبتت دراسة علمية صدرت سنة 2017 عن جامعة زيورخ السويسرية ان هناك وصلة عصبية بين مناطق الدماغ التي يجري تفعليها عندما يمارس الناس سلوك الكرم وهي بالظبط المنطقة المسؤولة عن الشعور بالسعادة لدى الإنسان،كما أنه أكد العديد من المفكرين أن العطاء هو الذي يظهر قوانا الداخلية ويبرزها، فيقول غاندي انه 'لكي تجد نفسك عليك أن تنساها في خدمة الأخرين'، حيث أن الله عز وجل قد حثنا على فعل الخير لما فيه من نفع لنا و للاخرين لقوله تعالى "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة" لذلك فبدون عطاء لا وجود لنا لان مايثبت وجودنا ليس مانفعله لأنفسنا بل ما نعطيه للغير مانضحي به لمساعدة المحتاجين ، بذلك تسمو انسانيتنا، و نحي داخلنا. ماذا يمكننا أن نعطي : يمكن أن نعطي اي شيء، ابتسامة في وجه يتيم، زيارة مريض، موساة حزين ، إعانة محتاج، إشباع فقير... باختصار اي فعل صادر منك يمكن أن يساعد أخاك و يحسن من حاله فهو عطاء وفعل خير منك ستنفع به الاخر و نفسك. فلا تجعل لا الزمان و لا المكان، ولا صعوبات حياة حاجزا أمامك و أمام فعلك للخير، ففعل الخير عمل يمكننا جميعا القيام به في كل الأوقات و في كل الأماكن مواجهين مختلف الظروف التي تعترضنا. ختاما، بفعل الخير و العطاء نستطيع أن ننير حياتنا و نجعل وجودنا نافع، نشفي الألام و نزرع الأمال، نمحي الماضي و نكتب مستقبل أفضل،نساعد إخواننا و أنفسنا. نحن وحدنا القادرين على هذا التغيير، فلنسارع لفعل الخير و العطاء.